الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بن سلامة: الهادي البكوش عارض المفاوضات مع الإسلاميين وكمال اللطيف دعمها

نشر في  24 ماي 2016  (13:42)

قال الدكتور حمودة بن سلامة في حوار لصحيفة 'آخر خبر' إنّ لقائه الأوّل بالرئيس السابق بن علي 3 أسابيع بعد 7 نوفمبر 1987 بعد عدّة لقاءات مع الهادي بكوش، مؤكّدا أن بن علي منع إصدار أحكام بالإعدام  على راشد الغنوشي وقيادات بارزة من التنظيم الإسلامي كان قد أصدرها بورقيبة لمنع دخول البلاد في حمام دمّ.


ويذكر أنّ دكتور الأمراض الباطنية حمودة بن سلامة كان يوصف بأنّه مستودع أسرار والشاهد على أهمّ المفاوضات التي جر بين نظام بن علي والإسلاميين بعد 7 نوفمبر 1987، كان عضوا في مجلس النواب إلى غاية سنة 1988 تاريخ تعيينه بالحكومة (كاتب دولة للصحة ثمّ وزيرا للشباب والرياضة). وقد تمت إقالته من الحكومة، ليعتذر بعدها عن منصب سفير وانسحب من الحياة السياسية في فيفري 1991 .

لهذه الأسباب ختم بن علي بيان 7 نوفمبر بآية قرآنية


وتحدثّ الدكتور عن رسالة طمأنة حمّله إياها بن علي للإسلاميين بأن تعامله معهم سيكون مختلفا عن معاملة بورقيبة وأنه مستعد لأخذ مبادرات تتعلق بإعادة الاعتبار للإسلام وتعمد ختم بيانه في 7 نوفمبر بآية قرآنية لتأكيد جديته في التعامل مع الإسلاميين، متابعا انه صرح باستعداده لإلغاء أحكام الإعدام الصادرة في حقهم وإطلاق سراح قيادات الاتجاه الإسلامي وإعادة المطرودين إلى العمل وهذا ما  تم لاحقا حسب قوله.


وأشار بن سلامة إلى أن مطلب الرئيس السابق آنذاك من الإسلاميين التهدئة العامة ليركز على الحكم، مضيفا أنه كلف بأن يكون وسيطا معهم فقام بإعداد مذكرة بعشر نقاط تتضمن سبل معالجة ملف العلاقة بين الإسلاميين والنظام بعد التشاور مع الإسلاميين وعلى رأسهم عبد الفتاح مورو "الوحيد الذي كان خارج السجن آنذاك".

 بن علي طلب تعهّدا من الغنوشي


وبتقديمه المذكّرة لبن علي طلب منه تعهدا شخصيا من راشد الغنوشي (الذي كان في السجن) بالالتزام بالاتفاق بين الطرفين وسمح له بمقابلته في السجن لكن وزير الداخلية الحبيب عمار منع هذا اللقاء وأقنع بن علي بالعدول عن هذه الخطوة لأنه لم يكن مع مسار فتح جسور التواصل مع الإسلاميين.

وأكّد الدكتور حمودة بن سلامة أنّه رغم البداية المتعثرة لدور الوساطة الذي كلف به إلا انه واصل لقاءاته مع بن علي في هذا الاتجاه التي أثمرت خروج القيادات الإسلامية من السجون وأعيدت لأغلبهم جوازات سفرهم كما عاد بعضهم إلى وظائفهم وتم وضع حدّ للمحاكمات.

 الحبيب عمار والبكوش رفضا .. واللطيف ساعد


وتابع في حواره أنّه كلّف في مناسبات كثيرة من قبل بن علي بتنظيم لقاءات متكررة بين قيادات الإسلاميين على غرار علي العريض وحمادي الجبالي وراشد الغنوشي وقيادات من النظام في مكتبه بالعاصمة "وهو ما تم فعلا حيث التقى الغنوش والجبالي ومورو بمنصر الرويسي وعبد الرحيم الزواري .. حتى أن بعض اللقاءات كان تتواصل إلى الفجر".


وفي نفس السياق، قال بن سلامة إنّ هذه الاجتماعات كانت تغضب وزير الداخلية آنذاك الحبيب عمار رغم علمه أنها كانت تتم بتعليمات من بن علي ما يبرز التجاذب بين قيادات النظام السابق ومحاولة عمار تعطيل مسار المفاوضات وكذلك الهادي البكوش الوزير الأوّل، مشيرا إلى أنّ الوحيد الذي كان يساعد على دفع توجه الحوار بين الإسلاميين كان كمال اللطيف الذي التجأ إليه في عديد المرات لحلحلة المفاوضات عندما تتعثر على حدّ روايته.